شهور قليلة تبقت تفصلنا عن مشاركة المنتخب لسادس مرة في بطولة كأس العالم والمقامة في دولة قطر ابتداءً من 21 نوفمبر وحتى 18 ديسمبر من العام الجاري ..

تأتي هذه المشاركة بعد تصدر المنتخب السعودي للمجموعة الثانية في التصفيات النهائية الآسيوية المؤهلة لكأس العالم برصيد 23 نقطة والتي إكتسبها من 7 إنتصارات وتعادلين, ولم يخسر سوى مباراة واحدة في الجولة الثالثة من أمام اليابان ..

قدم الأخضر في التصفيات النهائية أداءً رائعًا ومستوى فنيًّا عاليًا بقيادة وإشراف المدير الفني الفرنسي هيرفي رينارد, مما دفع محبي الأخضر من مسؤولين وجماهير وإعلام من رفع سقف طموحاتهم في المشاركة المقبلة مؤملةً أن يتكرر منجز 94 بتخطي دور المجموعات والمضي قدمًا والوصول لأدوار متقدمة, ذلك أن الرياضة السعودية في أوج عطائها وفي أفضل فتراتها التي تمر بها، وأن الفرص سانحة ومواتية لتحقيق المزيد والمزيد من الإنجازات في مختلف الألعاب وهذا بفضل الرعاية والإهتمام الكبيرين التي تحظى بها الأندية والمنتخبات والدعم المادي الكبير واللامحدود بإشراف وزارة الرياضة والهيئات التابعة لها, ومما يزيد المطالب على الرياضيين في كافة الألعاب والمسابقات المحلية والخارجية ونجوم الأخضر خاصّة ممثلي المنتخب السعودي لتقديم أفضل صورة تعكس هذا التطور والتقدم في رياضتنا وبذل أقصى مجهود لتحقيق إنجاز غير مسبوق في المحفل العالمي القادم ..

وفي هذا الصدد أدعو جميع الرياضيين المحليين من جماهير وإعلام بتوحيد الموجة - وتوجيه البوصلة - نحو المنتخب ودعمه والتركيز فقط على المصلحة العامة التي تخدم منتخبنا, والتخلي عن كل ما يثير الفوضى و بث الشكوك والتعصب الرياضي والإبتعاد عن النقاشات والجدالات العقيمة في القنوات الإعلامية ومواقع التواصل والتي تبعدنا عن الهدف المنشود والغاية التي نعمل ونسعى لأجلهما .. 
 
ولنعلم أن المشاركة في كأس العالم للمنتخبات إستثنائية ولا تشابه كأس العالم للاندية, إذ أن المنافسة أصعب والتحديات أكبر وعلى نطاق عالمي أوسع, والتعويض فيها يتطلب إنتظارًا طويلًا لـ 4 سنوات لحين تأتي مناسبة أخرى, إذ يتوجب منا التحضير الجيّد والتركيز العالي والجديّة أكثر في النسخة الحالية لنحقق فيها نتائج مرضية ومشرفة بإذن الله تعالى .. 
 
الآن في خضم هذه التحضيرات والتجهيزات خاض المنتخب مباراتين ودية من أصل عشر قبل المشاركة النهائية في قطر, ولا شك أن الأداء والمستوى الذي ظهر بهما في مباراتي فنزويلا وكولومبيا لا يعكسا حقيقة المنتخب الفنية, ولا قدراته, ولا إمكاناته, وأن الأسماء والعناصر لدينا أفضل بكثير وقادرة على العطاء بشكل أكبر, لكن يتوجب من رينارد أن يكثف جهوده في الإختيار الأنسب من بين أفضل العناصر المتواجدة, وإيجاد توليفة مناسبة كتلك التي كانت في التصفيات المؤهلة, وتقديم أفضل قراءة للمباراة وعدم المجاملة على حساب المجموعة لأنه يمتلك ويتوفر لديه عناصر قوية ولاعبين لامعين مؤثرين لكنهم يحتاجوا لإدارة وتنظيم وحسن توظيف مع وضع خطة منضبطة وفرض تكتيك مناسب لكل مباراة ..

المباريات الودية المتبقية ستكون مواجهات ثقيلة نوعيًّا وفنيًّا وتجعلنا أمام تحدي صعب وإختبار حقيقي لنتعرف من بعدها على مدى إستعداد منتخبنا لخوض غمار كأس العالم, فمن خلال النتائج والمستوى الفني في المباريات القادمة نستطيع التنبؤ مسبقًا وبشكل واضح ما إن كانت مشاركتنا ستكون إيجابية ومرضية إلى حد بعيد أو يكون اللعب في البطولة فقط لنيل شرف المشاركة والخروج بأقل الخسائر ..

لا نفضل الخيار الثاني بكل تأكيد، وسنسعى جاهدين - بإذن الله - لوضع بصمة وتقديم أداء مبهر ملفت وظهور يليق بالكرة السعودية ولنثبت مواهبنا وقدراتنا وإمكاناتنا ونكسب إشادة وإحترام المتابعين والمحللين وعشاق المستديرة في كافة انحاء العالم, فكما تزعمت أحد أنديتنا الهلال أكبر قارات العالم, ليس ببعيد ولا مستبعد على منتخبنا أن يحرج المنتخبات العالمية بل ويتفوق عليها أيضًا إن كان بالطبع في أحسن حالاته وقدم أفضل مستوياته ..

نلتقي بكم قريبًا بتدوينة أخرى عن المنتخب إن شاء الله ..
إلى ذلك الحين .. في أمان الله وحفظه 🙂..

اللهم صلّ وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه ..